لم تكن الظروف التي نشأت فيها ذكرى الحازمي، من السعودية، تعد بقدرتها على تحقيق أحلامها. تمنت ذكرى أن تدرس الهندسة الإلكترونية في عالم تقل فيه فرص النساء كثيرًا في مجال دراسات ووظائف العلوم والتكنولوجيا. إلّا أن التحديات التي واجهت ذكرى كانت أكبر من ذلك، حيث اضطرت لتخطي عوائق أكثر تعقيدًا من غيرها.
فتقول ذكرى: "لم تستطع أمي الذهاب للمدرسة بسبب الانطباع السائد وقتها أن تعليم الفتيات أمر يثير الخزي. كما لم يستطع والدي إتمام تعليمه بعد المدرسة الابتدائية."
تذكرت ذكرى أيضًا أنها الأصغر بين تسعة من الأطفال في أسرتها، وأن الأسرة لم يكن لديها الاستقرار المادي الكاف لدعم تعليمها الذي حلمت به.
ولكن العالم تغير كثيرًا وقصة ذكرى نفسها هي الدليل على ذلك. فقد عملت ذكرى جاهدة حتى تلقت منحة من الحكومة لدراسة الهندسة الإلكترونية في واحدة من أفضل عشر كليات الهندسة بالولايات المتحدة الأمريكية. وسافرت ذكرى بمفردها ودرست حتى تخرجت بتفوق ساعدها في تلقي عروض للعمل في بعض من أكبر الشركات العالمية في مجال دراستها.
كان على العالم بأكمله أن يتغير حتى تجد ذكرى الفرصة التي حرمت منها والدتها في السابق.
فقبل 25 عامًا، اجتمع قادة 179 دولة في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية بالقاهرة وتعهدوا بدعم تعليم الفتيات وبتمكين الشباب كجزء من الأجندة الدولية للتنمية المستدامة التي تصل نتائجها للجميع. كان برنامج عمل المؤتمر ثوريًا وقتها لأنه حول الاهتمام من الأهداف الديموغرافية للتركيز على نوعية الحياة التي يتمتع بها السكان بما يتضمن قدرة الجميع على الوصول لخدمات الصحة الإنجابية، وتعليم الفتيات وتمكين المرأة، وضمان حق الشباب في المعرفة والتوظيف.
كانت ذكرى واحدة من 200 شابة وشاب من 20 دولة عربية شاركوا في منتدى الشباب في المنطقة العربية الذي نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع الحكومة التونسية من 20 لـ22 أغسطس/آب تحت عنوان "المعرفة في خدمة الشباب." عملت ذكرى مع زميلاتها وزملائها المشاركين في المؤتمر لتطوير مشروعات إقليمية تستهدف تعزيز قدرة الشباب على الحصول على المعرفة وعلى استخدام تلك المعرفة في تحقيق التنمية المستدامة.
للمزيد عن مشاركي المنتدى ومساهماتهم الاجتماعية الملهمة، يمكنك زيارة الرابط.