أنت هنا

القاهرة، 20 يونيو/حزيران 2017 – بينما تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي للاجئين، ينبغى علينا جميعا أن نتساءل كيف يمكن، ونحن في القرن الواحد والعشرين، أن نشهد على الآثار المدمرة للحرب والعنف والاضطهاد التى تهدد حياة أكثر من 65 مليون شخصا لم يعودوا يعيشون في بيوتهم اليوم، بما فى ذلك ما يزيد عن 22 مليون لاجئ وهم أشخاص اضطروا إلى عبور الحدود إلى بلد آخر التماسا للحماية. 
 
ويعد هذا هو أعلى رقم تم تسجيله للأشخاص النازحين قسرا فى جميع أنحاء العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهو رقم صادم. ولعل الأمر الصادم بنفس القدر هو كون المنطقة العربية، التى تعد موطنا لـ 5.2% من سكان العالم، مصدراً لما يزيد عن 50 في المائة من لاجئي العالم. ففى الواقع تواجه المنطقة العربية تحديا مزدوجاً: فهي مصدر للاجئين كما هي موطن لهم أيضا. فقد امتدت آثار الأزمة في سوريا، البلد صاحب أعلى رقم للأشخاص النازحين في العالم، لتصل إلى دول الجوار وما وراءها، إذ يعيش اللاجئون السوريون الآن في مخيمات ومناطق حضرية في الأردن وتركيا ولبنان والعراق ومصر، وخارجها في أوروبا ومناطق أخرى من العالم. ويقع الضرر الأكبر لهذا الاقتلاع على النساء والفتيات، لأنهن غالباً ما يكن الأكثر عرضة للاستغلال. 
 
ونحن في صندوق الأمم المتحدة للسكان، نعمل عن كثب مع النساء والفتيات في أوضاع اللجوء، وذلك بالأساس عن طريق توفير الخدمات المتعلقة بالصحة المنقذة للحياة، وتحديدا في مجال الصحة الإنجابية، كي لا تموت امرأة أثناء الولادة. كما وإننا نركز جهودنا على دعم النساء والفتيات اللواتي ينجون من العنف القائم على النوع، وهو نوع من العنف يستهدفهن من واقع كونهن نساء. 
 
في سوريا، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان 21 مساحة آمنة تقدم خدمات لأكثر من 366,000 امرأة وفتاة.  وفي اليمن، نساعد في إدارة 4 مساحات آمنة.  وفي العراق، وتحديدا منذ بداية العمليات العسكرية في الموصل، يدير صندوق الأمم المتحدة للسكان 21 مساحة آمنة وسيفتتح 4 أماكن إضافية فى الشهر المقبل تقدم خدمات الصحة الإنجابية والتمكين وتقديم المشورة. 
 
إننا في صندوق الأمم المتحدة للسكان، وفي مواجهة هذه الأعداد غير المسبوقة من الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة بيوتهم، ملتزمون بالوقوف جانبهم، وببذل كل جهد ممكن للعمل على حماية كرامتهم ولتخفيف حدة الخطر المحدق بهم وللاستجابة لاحتياجاتهم.
 
******