خطر المجاعة المحدق يلوح في سماء غزة.
لقد انتشر الجوع وسوء التغذية، الناجمين بالكامل عن أسباب من صنع الإنسان وبسبب التعطيل المخيف لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف أنحاء غزة، ويتسبب ذلك في وقوع معدلات كارثية من الإصابة بالأمراض والوفيات وشعور الناس باليأس. وبات البقاء على قيد الحياة معركة تضطر النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة لخوضها بشكل يومي.
ومع تناقص عدد وجبات الطعام التي تحصل عليها تزداد احتمالية ولادة النساء لطفل صغير الحجم يعاني من سوء التغذية. فالأمهات الجدد لا يحصلن على ما يكفي من الغذاء ليتمكن من إرضاع أطفالهن حديثي الولادة - الذين يعانون من الضعف لدرجة عجزوا معها عن البكاء. وقد أفادنا الأطباء في غزة أن أطفالاً حديثي الولادة يموتون بسبب نقص الوزن.
ومنذ اندلاع الأعمال العدائية فقد ارتفعت بشكل هائل حالات الولادة المصحوبة بالمضاعفات والولادات المبكرة المهددة للحياة؛ فقد تم تدمير النظام الصحي ولم يتبقى سوى ثلاث مستشفيات للولادة تعمل؛ فيما تكتظ جنبات كل منشأة طبية عاملة بالمرضى.
ورغم أن هذا الوضع يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة، إلا أن صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه لا يتمكنون من الوصول إلى العديد من النساء والفتيات اللاتي بحاجة ماسة إلى المساعدة وتُمنع قوافل المساعدات من المرور ولا يمكنها إيصال الغذاء المطلوب بشكل عاجل إلى شمال غزة. وبدوري أضم صوتي إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة في حث إسرائيل على السماح بوصول الإمدادات الإنسانية وبشكل مستدام إلى جميع أنحاء غزة دونما عوائق.
إن الأزمة التي تلوح في الأفق على النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة يمكن، بل ويجب، أن تتوقف. ولكن الفرصة السانحة تضيق بسرعة، وما لم نتحرك على الفور، فسوف يموت آلاف آخرون.
ويطالب قرار مجلس الأمن الذي طال انتظاره يوم الاثنين بوقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، ووصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق. وندعو جميع أطراف النزاع إلى تنفيذ هذا القرار على وجه السرعة.
هناك حاجة إلى العمل الآن. إن النساء والفتيات المتضررات من هذه الأزمة لا يستحقن أقل من ذلك.