أنت هنا

جامعة الدول العربية، 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2018

بمناسبة الاحتفال بحملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة والتي تنطلق في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة 25 نوفمبر/تشرين الثاني وتنتهي في 10 ديسمبر/كانون الأول الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان واطلاق فعاليات مبادرة "قصتها" لتطوير المعرفة عن إنجازات المرأة في الوطن العربي،

وإدراكاً ان العنف ضد النساء والفتيات يشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان، ويترتب عليه كذلك تكاليف صحية واجتماعية واقتصادية هائلة، كما انه يقوض مساهمة النساء في التنمية والسلام والأمن، ويقف حائلاً دون تحقيق المساواة وحصول النساء والفتيات على حقوقهن الاساسية والنهوض بأوضاعهن مما يشكل تهديداً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030،

وفي ظل المتغيرات والتحولات السياسية التي تسود عالمنا العربي خاصة في ظروف عدم الاستقرار والنزاعات المسلحة من تهجير، ولجوء، وخطف، وقتل، تلقي بظلالها المأساوية على النساء والفتيات، وتتمثل في بعض الأحيان في تعرض النساء والفتيات لأشكال من العنف سواءً كان جسدياً أو نفسياً،

يجدد الشركاء التزاماتهم مع كافة الدول الأعضاء لتوحيد الصفوف على المستوى الإقليمي والوطني لوضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، ولضمان مستقبل بدون عنف للفتيات والنساء في المنطقة العربية، والعمل على توفير الحماية اللازمة لهن.

ويناشد الشركاء الآليات الوطنية المعنية بالمرأة تطوير التشريعات والسياسات التي تجرم العنف وتضمن الحماية للنساء والفتيات، ووضع استراتيجيات وخطط العمل على المستوى الوطني شاملة. كما يؤكدون على أهمية إحالة قضايا العنف ضد النساء والفتيات إلى النظام القضائي الرسمي، وتوفير مجوعة شاملة من خدمات الحماية والدعم المناسب للضحايا والناجيات بما يتناسب مع المعايير المتفق عليها دولياً، وتحسين جمع البيانات وتحليلها كأساس للقضاء على العنف الممارس ضدهن، وبما يضمن تعافي النساء من العنف وتمكينهن من التغلب على العواقب المتعددة للعنف من أجل بناء حياتهن. كما يقتضي ذلك اتخاذ تدابير وقائية أكثر شمولاً وسهلة المنال وميسورة التكلفة ومناسبة ومقبولة وجيدة النوعية.

ويحث الشركاء الأعضاء على إدراج احتياجات المرأة في خطط التنمية الوطنية الشاملة، واستراتيجيات القضاء على الفقر التي تعالج القضايا الاجتماعية والهيكلية وقضايا الاقتصاد الكلي، وكفالة معالجة تلك الاستراتيجيات للعنف ضد النساء والفتيات.  

انطلاقاً من أهداف جامعة الدول العربية الرامية إلى تمكين النساء في المنطقة العربية وتعزيز قدراتهن  في كافة الميادين كركيزة أساسية لتقدم المجتمع العربي، قامت الجامعة بإعداد "إعلان القاهرة للمرأة العربية" و"خطة العمل الاستراتيجية التنفيذية "أجندة تنمية المرأة في المنطقة العربية 2030"، واللذان تم اعتمادهما من قبل مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الـ(28) في 28 مارس/آذار 2017 بالمملكة الأردنية الهاشمية كإطار استراتيجي شامل لتعزيز وضع المرأة في المنطقة العربية خلال الفترة من 2015 إلى 2030،  متضمنة محوراً خاصاً بأهمية "تمتع النساء والفتيات بمجتمع خالٍ من العنف القائم ضد المرأة بجميع أشكاله، وتوفير الحماية القانونية والمجتمعية والصحية للنساء والفتيات المعرضات للعنف والناجيات منه".

وتعمل الجامعة العربية جاهدة مع الشركاء على وضع أول اتفاقية عربية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات والعنف الأسري بهدف تعزيز الحماية للنساء والفتيات في المنطقة من خلال تطوير التشريعات ومراجعة القوانين ووضع الخطط والاستراتيجيات، وتعزيز الشراكة والتنسيق بين جميع القطاعات العاملة في مجال حماية المرأة ومؤسساتها، وإرساء نهج القطاعات المتعددة في العمل لمواجهة مشكلة العنف ضد النساء، وذلك تنفيذاً للتوصيات الصادرة عن لجنة المرأة العربية في دوراتها الـ35، و36، و37.

كما تقوم جامعة الدول العربية بالتعاون مع كافة الجهات المعنية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لتنفيذ الاستراتيجية الإقليمية وخطة العمل التنفيذية حول" حماية المرأة العربية: الأمن والسلام" التي اعتمدهما مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ(144) في سبتمبر 2015.

كما تدعم جامعة الدول العربية مبادرات الأمم المتحدة لحماية وتمكين المرأة ومنها مبادرة قصتها في إطار شراكتها مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وهي مبادرة يقودها الشباب العربي لإنتاج ونشر المعرفة حول قضايا المساواة بين الجنسين، وحياة النساء والفتيات وإسهاماتهن في المنطقة العربية.وفي هذه المناسبة، يجدر بنا أن نقف وقفة إجلال وتقدير لكل النساء الصامدات اللواتي يواجهن عنفا ممنهجا أثناء الحروب والنزاعات والمناضلات اللواتي يعملن دون توقف رغم الصعوبات والتحديات من أجل مناهضة العنف ضد النساء والفتيات وتحقيق المساواة بما يضمن مستقبلا آمنا للأجيال القادمة وغدا أفضل يحمل قيم الازدهار والرقي للبشرية جمعاء.

وإننا إذ نؤكد أن لا حقوق بدون صونٍ لحقوق المرأة ولا تقدم ولا استقرار ولا رقي بدون مكانة لائقة وكريمة للنساء والفتيات في مجتمع خالٍ من العنف بكافة أشكاله، نعتز ونقدر كافة الجهود التي بذلت والتي تبذل من أجل العمل على حياة للنساء والفتيات بلا عنف ولا تهديد.