أنت هنا

بمرور 100 يوم على بدء الأعمال العدائية في غزة

 

بعد أكثر من 100 يوم من الصراع، لم يعد من الممكن التعرف على غزة. وتروي الأرقام قصة مروعة، حيث يحتاج 2.2 مليون شخص إلى المساعدة بشكل لم يسبق له مثيل، وقد شرد 1.9 مليون شخص. وقُتل أكثر من 24 ألف مدني، 70% منهم نساء وأطفال. وأصيب آلاف آخرون، ولا يزال العديد من الأشخاص في عداد المفقودين تحت الأنقاض. ومن بين الذين نجوا، يهدد المرض والجوع والجفاف أي بصيص أمل لديهم. فيما النظام الصحي يصارع من أجل البقاء.

ووسط هذه الظروف المروعة، تلد 180 امرأة كل يوم. وقد كشفت بعثة صندوق الأمم المتحدة للسكان الأخيرة إلى المستشفى الإماراتي – وهو المرفق الذي يستقبل غالبية حالات الولادة – عن شح الرعاية الصحية للأمهات المتوفرة للنساء الحوامل في غزة. ويعمل الطاقم الطبي بما يفوق طاقته بكثير مع مساحة محدودة، ويتم إخراج النساء اللاتي يتعافين من الولادات القيصرية في غضون يوم واحد. ولأن المستلزمات قد نفذت، يتم استخدام مجموعات الصحة الإنجابية والمعدات الطبية التي يقدمها صندوق الأمم المتحدة للسكان لحظة وصولها لضمان ولادة نظيفة وآمنة.

وتمكن صندوق الأمم المتحدة للسكان من تقديم إمدادات كافية لدعم أكثر من نصف الولادات البالغة 18,000 تقريبًا والتي تمت خلال المائة يوم الماضية. وتجري أعداد كبيرة للغاية من الولادات في ظروف غير آمنة وغير نظيفة، حيث لا تتمكن النساء من الوصول إلى المستشفيات ويضطررن إلى الولادة في الملاجئ. لا يمكننا أن نسمح لهذا أن يستمر.

نحن نشعر بالقلق أيضًا بشأن 690,000 امرأة وفتاة في غزة ممن يحتجن إلى مستلزمات النظافة أثناء الدورة الشهرية اللواتي لديهن قدرة محدودة للغاية على الوصول إلى تلك المستلزمات الأساسية وإلى المياه ودورات المياه. وبالإضافة إلى عدم قدرتهن على إدارة دورتهن الشهرية بخصوصية وكرامة، فإنهن معرضات لخطر الإصابة بالتهابات الجهاز التناسلي والمسالك البولية. 

ومنذ بدء الأعمال العدائية، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوزيع الآلاف من مستلزمات النظافة الشخصية وحقائب الكرامة. وقمنا في الأسبوع الماضي بتسليم ما يكفي من مستلزمات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية لتلبية احتياجات أكثر من 5,280 امرأة لمدة أربعة أشهر – وهو ما يمثل قطرة في محيط من الاحتياجات.

ويضم صندوق الأمم المتحدة للسكان صوته إلى الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الإنساني الدولي في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

إن نظام الرعاية الصحية في غزة بحاجة ماسة إلى المزيد من الدعم، ويجب السماح للمساعدات بالوصول إلى جميع أنحاء غزة بوتيرة أكبر بكثير وبالحجم المطلوب لتلبية الاحتياجات الهائلة.

وندعو إلى حماية المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها – بما في ذلك المستشفيات ومراكز الإيواء والمدارس التي لجأ إليها المدنيون، كما ندعو إلى احترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ويدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان مرة أخرى إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المتبقين، وإلى إجراء تحقيقات جادة في روايات العنف الجنسي خلال الهجمات الوحشية على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر ومقاضاة مرتكبيها.

وبعد أكثر من 100 يوم من الدمار، تحتاج النساء والفتيات بشكل عاجل إلى السلام والإنسانية لكي تسود.