Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back
Go Back Go Back

بيان المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية، بشأن خطر إغلاق الملاذ الآمن الأخير للنساء في غزة تحت وطأة أوامر النزوح القسري

بيان المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية،  بشأن خطر إغلاق الملاذ الآمن الأخير للنساء في غزة تحت وطأة أوامر النزوح القسري

بيانات

بيان المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في منطقة الدول العربية، بشأن خطر إغلاق الملاذ الآمن الأخير للنساء في غزة تحت وطأة أوامر النزوح القسري

calendar_today 19 مايو 2025

نساء وفتيات ينتظرن الحصول على الخدمات في عيادة متنقلة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان.
نساء وفتيات ينتظرن الحصول على الخدمات في عيادة متنقلة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان. الصورة © مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين/ياسمين سوس

القاهرة، 19 أيار/ مايو 2025 – يعرب صندوق الأمم المتحدة للسكان عن بالغ قلقه إزاء احتمال إغلاق المأوى الآمن الوحيد للنساء في غزة، في ضوء أوامر النزوح القسري الأخيرة التي أصدرتها إسرائيل في دير البلح وخان يونس، والتي جعلت هذا المرفق الحيوي لا يمكن الوصول إليه.

لا تقتصر معاناة النساء والفتيات في غزة على أهوال القصف والرصاص والمجاعة؛ إذ تؤدي موجات النزوح المتكررة إلى تكدّس الأسر في ظروف معيشية مكتظة تفتقر إلى أدنى معايير الخصوصية وأبسط مقومات النظافة وخدمات الصرف الصحي، ما يزيد بشكل خطير من تعرضهن لمخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال الجنسي والاعتداءات، في انتهاك صارخ لكرامة النساء وتهديد مباشر لحياتهن.

اليوم، تعيش غالبية النساء في غزة في حالة خوف دائم على سلامتهن – في الشوارع والطرقات، وعند نقاط توزيع المساعدات، وفي الملاجئ المؤقتة التي يتقاسمنها مع أسر ممتدة. وفي الأشهر الأربعة الماضية وحدها، أفادت التقارير بانتحار أكثر من 40 ناجية من العنف، في مؤشر مفجع على حجم المعاناة النفسية التي تُكابدها النساء، وسط منظومة دعم منهكة. والمؤلم أن مقدمي الخدمات في الخطوط الأمامية يشيرون إلى تزايد أفكار الانتحار بين النساء الناجيات من العنف، مما يدل على أزمة متصاعدة في صحتهن النفسية.

في الوقت الذي تواصل فيه النساء النازحات التمسك بالأمل والبحث عن المساعدة، تنهار خدمات الحماية أمام حجم المعاناة. اليوم، لم يتبقَ من المساحات الآمنة سوى أقل من النصف، ومعظمها لا يعمل بكامل طاقته، ويقتصر على الاستجابة الطارئة فقط. ومع القيود المفروضة على الحركة ونفاد الوقود، اضطر كثير من مقدمي الخدمات والرعاية إلى تقديم الدعم عن بُعد، بينما شارفت الإمدادات الصحية والطبية على النفاد التام.

ورغم القيود القاسية التي تعوق إمكانية الوصول، والمخاطر الأمنية، واستمرار الحصار المفروض على المساعدات، لا يزال صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه متمسكين بالتواجد على الأرض، يقدمون ما أمكن من خدمات منقذة للحياة للنساء والفتيات في غزة. لكن الحقيقة المؤلمة هي أن الاستجابة قد تقلصت بشكل كبير وأن هذه الجهود لم تعد كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.

إن تطبيع العنف، والانتهاك الممنهج لحقوق النساء والفتيات، وقمع أصوات الناجيات، يُهدد بمحو عقود من التقدم في غزة. يجب حماية النساء والفتيات، وحماية الخدمات التي تُبقيهن على قيد الحياة وتصون كرامتهن، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي.

يُجدد صندوق الأمم المتحدة للسكان نداءه العاجل إلى جميع الدول ذات النفوذ على أطراف النزاع لاستخدام نفوذها لإعادة فرض وقف إطلاق النار وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة دون عوائق. فحياة النساء والفتيات، وسلامتهن، وكرامتهن، تتوقف على هذا القرار.