العالم في أزمة، ففي اليمن تموت امرأة كل ساعتين أثناء الولادة بسبب نقص خدمات رعاية التوليد، وتعاني أكثر من مليون امرأة مرضع وحامل من سوء التغذية الحاد. وقد ازدادت الحاجة إلى خدمات الاستجابة للعنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة 37% منذ عام 2020. وتركت الأزمة ما يقدر بنحو 5 ملايين من النساء والفتيات في سن الإنجاب غير قادرات على الوصول او لديهن قدرة محدودة للوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية.
وفي إقليم تيغري، إثيوبيا، فإن أي تقدم في الحد من وفيات الأمهات آخذ في التراجع حيث يدمر الصراع خدمات صحة الأمومة. فيما يستخدم العنف الجنسي سلاحا من أسلحة الحرب الدائرة مما يخلق حقيقة مروعة للنساء والفتيات.
وفي أفغانستان، التي تشهد واحدا من أعلى معدلات وفيات الأمهات في العالم (638 امرأة تموت لكل 100،000 ولادة حية)، قد يؤدي تردي النظام الصحي المهدد بالانهيار، إلى ما يقدر بنحو 51000 حالة وفاة إضافية للأمهات و4.8 مليون حالة حمل غير مقصود وزيادة في الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة بنحو الضعف بحلول عام 2025.
في سوريا، حيث دخل النزاع الطاحن هناك عامه الحادي عشر، أصبح العنف القائم على النوع الاجتماعي هو القاعدة، لا سيما تجاه "النساء والفتيات اللواتي يواجهن أشكالًا متعددة ومتقاطعة من التهميش بسبب جنسهن أوعمرهن أو إعاقتهن أو حالة نزوحهن. ويشكل النساء والأطفال 80% من أصل 1.6 مليون شخص يعيشون في مخيمات النازحين داخلياً.
وفي أوكرانيا حاليا، تسعى مئات النساء إلى الأمان تحت الأرض للولادة بينما تنفجر الشوارع فوق الأرض. وتعرضت المستشفيات والملاجئ لأضرار، مما حد من الوصول إلى أولئك الذين يحتاجون إلى الرعاية. وفر بالفعل أكثر من 1.7 شخص - معظمهم من النساء والأطفال - إلى البلدان المجاورة وخارجها.
في اليوم الدولي للمرأة، نلفت الاهتمام العالمي للنساء والفتيات اللاتي يعشن في أوضاع متأزمة في عالم مليء بالصراعات. ففي الأزمات ، لا يبقى سوى القليل بلا ضرر. لكن النساء والفتيات يكن الأكثر استضعافاً كونهن من بين الأفقر والأكثر حرمانًا في مجتمعاتهن. ما يقرب من نصف النساء في 57 دولة نامية محرومات من حقهن الإنساني الأساسي في الاستقلالية الجسدية.
مهما كانت العوامل التي تعمق الأزمات سواء الصراع أو المناخ أو جائحة كوفيد-19 فإن أولئك الأقل استعدادًا لتحمل تبعاتها غالبًا ما يعانون أكثر من غيرهم. وفي أي أزمة عندما تتنافس الاحتياجات على نيل الاهتمام، يجب عدم تجاهل احتياجات النساء والفتيات من قبيل الصحة الجنسية والإنجابية والخدمات المتعلقة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي والحيوية لبقائهن وصحتهن ومستقبلهن. إن العالم الذي تُحترم فيه حقوق النساء والفتيات هو عالم أكثر عدلاً واستقرارًا وسلمًا.
عندما ينغمر العالم ويتهدده استشراء الإرهاق والتشاؤم، يجب ألا نتخلى عما يربطنا: إنسانيتنا المشتركة والإيمان الراسخ والأساسي بضرورة حماية حقوق الإنسان وكرامته والحفاظ عليها.