بيان الدكتور لؤي شبانة
المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية
نحتفي باليوم الدولي لكبار السن هذا العام مع استمرار تفشي جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة نحو 4,788,690 شخص 73.6% منهم فوق سن 65 عاماً. وفي هذا السياق لا بد أن نأخذ بعين الاعتبار هذا الوضع الخطير مع تزايد أعداد المسنين في المنطقة العربية تماشيا مع التحولات الديناميكية للسكان نتيجة تباطؤ نسبة الخصوبة منذ سنوات وزيادة العمر المتوقع إثر التطور الملحوظ في الخدمات الصحية.
ويشكل الارتفاع في عدد كبار السن ظاهرة عالمية وليست محصورة في المنطقة العربية، حيث أن نسبة الأشخاص الذين يتجاوزون الستين عاماً تبلغ 12.3% من سكّان العالم، وستصل إلى 22% مع حلول العام 2050 .أما في المنطقة العربية، قُدّرت نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الستين عاماً وما فوق بحوالي 7%، ويرجح أن ترتفع الى 18% بحلول العام 2050.
ويعاني كبار السن من ضعف في الجهاز المناعي ونسبة أكبر من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والأورام وكذلك الإعاقات منها البصرية والسمعية والحركية وكذلك الذهنية والنفسية. وتتفاقم هذه المخاطر في المنطقة العربية مع ارتفاع نسب الفقر والأوضاع الإنسانية. ا ولقد شهدنا ارتفاعاً لافتاً في عدد المصابين بفيروس كوفيد-19 بين كبار السن خاصة في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية والتي تعاني من ضعف في الأنظمة الصحية ومشاكل في اتاحة مصادر مياه قابلة للاستخدام في العيش والنظافة العامة مما يزيد من فرص الإصابة بالعدوى
يجب أيضا الإشارة إلى أنه يحق لفئة كبار السن، كبقية الفئات الهشّة المعرّضة للإستضعاف مثل الأشخاص ذوي الإعاقة، والمرأة، والأطفال التمتع بالحماية من مختلف أشكال العنف والإساءة والتمييز وأن تتمتع هذه الحقوق بالحصانة.
في العام 2018 ، قام صندوق الأمم المتحدة للسكان مكتب الدول العربية بالشراكة مع جامعة الدول العربية بوضع إستراتيجية عربية لكبار السن مدتها عشر سنوات (2019 – 2029) حيث تم تصديقها من قبل قمة الرؤساء العرب في 2019. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى الإنتقال من المقاربة الرعائية إلى المقاربة الحقوقية والتشاركية. وتتمثل الأهداف الإجرائية للاستراتيجية في تطوير أنظمة الرعاية الاجتماعية والضمان الاجتماعي وملاءمتها لمتطلبات كبار السن الجديدة من الرجال والنساء وعائلاتهم وتعزيز فاعلية شبكات الأمان الاجتماعي المعتمدة في الدول العربية ودعم قدرتها على استهداف الفقراء من كبار السن في الوسطين الحضري والريفي.
وتهدف الاستراتيجية أيضاً إلى تطوير المنظومة الصحية المعتمدة في الدول العربية لفائدة كبار السن وتحسين نوعية البرامج الصحية والوقائية والتدريب المستمرّ والتخصص في المجال الطبي وشبه الطبي والنفسي. كما تسعى الى دعم دور المجتمع المدني في النهوض بكبار السن و معاضدة جهود الدول العربية في هذا الإطار والحرص على ملاءمة الآليات الرعائية المعتمدة في البلدان العربية لحاجات كبار السن وفق مقاربة النوع الاجتماعي، ودعم قدرتها على ضمان كرامتهم كمواطنين
وتهدف الاستراتيجية أيضاً الى تطوير الإطار التشريعي والقوانين المعتمدة لرعاية كبار السن في الدول العربية، استجابةً للتغيرات التي تشهدها المجتمعات العربية ومواءمتها للاتفاقيات الدولية
في هذا اليوم واحتفاءاً باليوم الدولي لكبار السن يدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان للعمل الجاد بتوطين الاستراتيجية الاقليمية وتحقيق رغبة كبار السن في حماية حقوقهم وتلبية احتياجاتهم استنادا لبيانات واحصائيات صحيحة عن حالتهم الصحية والاجتماعية والاقتصادية ووضع سياسات مبنية على الدليل العلمي في كافة المجالات الصحية والاجتماعية والدمج في سوق العمل وتشجيع الحوار والتواصل عبر الأجيال والمراحل العمرية. نأمل من خلال تلك المقاربة الحقوقية أن يتم تحقيق جزء هام من أهداف الأجندة الاجتماعية وبرنامج عمل السكان والتنمية 1994 وأهداف التنمية المستدامة مع إدماج هذه الفئة العمرية المحورية في المجتمعات العربية.
***
صندوق الأمم المتحدة للسكان هو منظمة الأمم المتحدة الرائدة التي تعمل من أجل عالم يكون فيه كل حمل مرغوبا فيه، وكل ولادة آمنة، ويحقق فيه كل شاب وشابة ما لديهم من إمكانات.
للمزيد من المعلومات يُرجى الاتصال بـ:
سمير الدرابيع، المستشار الإعلامي الإقليمي، المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالدول العربية: aldarabi@unfpa.org
جوال: 201068484879+