أنت هنا

 

Leaders around the world commit support for voluntary family planning

كيت وصامويل أوبيو مع طفليهما التوأم في مركز إينوموا الصحي الثالث، في مقاطعة أباك بأوغندا. الآن يخططان لاستخدام وسيلة حديثة لمنع الحمل. © صندوق الأمم المتحدة للسكان/بروسي جونكر ناكانجاكو

 

أباك، أوغندا/لندن، المملكة المتحدة – كانت مشاعر الفرح تغمر كيت أوبيو، 33 عاما، وهي تحتضن أحد طفليها التوأم حديثي الولادة داخل عنبر الأمومة بأحد المراكز الصحية في مقاطعة أباك، بأوغندا، فيما كان الآخر ينعم بنوم هادئ. لكن هذه اللحظة الحلوة كادت ألا تحدث، كما أوضحت القابلة التي أشرفت على ولادة السيدة أوبيو. إذ شارف الثلاثة على الموت أثناء الولادة.

قالت ماغريت نابوكينيا: "تعرضت السيدة أوبيو لتعسر الولادة بسبب توقف عنق الرحم عن التمدد مما يصعب خروج الجنين." وأضافت: "اضطررنا لاتخاذ قرار سريع بنقلها لغرفة العمليات لإجراء عملية قيصرية لإنقاذ حياة الأم والطفلين."

أرادت السيدة أوبيو أن تضيف شيئا، لذا فقد استدعت زوجها الذي يتحدث الإنجليزية من خارج عنبر الأمومة. وصل صامويل أوبيو بوجه تغطيه ابتسامة. قال: "نحمد الله على وجود القابلة، وأتمنى  أن تساعد النساء الأخريات كما  ساعدت زوجتي."
ثم أوضح أنه على الرغم من حبه هو وزوجته للتوأم، إلا أنهما لم يخططا لإنجابهما.

كما أوضح السيد أوبيو: "بعد أن أنجبنا أربعة أطفال، فكرت أنا وزوجتي بأن هذا يكفينا. كنا نستعمل وسيلة منع الحمل الطبيعية. فنحن لم نكن مستعدين لإنجاب المزيد من الأطفال، لكنه حدث."

ورغم أنه سعد كثيرا لوصول التوأم بصحة جيدة، فالقلق يداخل السيد أوبيو الآن بشأن قدرته على رعاية أطفاله الستة. وقد طلب وزوجته الحصول على وسيلة حديثة لمنع الحمل للوقاية من حدوث  أي حمل آخر غير مخطط له. 

تنظيم الأسرة، وإنهاء الفقر
تمكِّن وسائل منع الحمل الحديثة التي يمكن الاعتماد عليها الأزواج من تقرير ما إذا كانوا ينجبون  أطفالا ومتى يكون ذلك. كما تساعد على الحفاظ على صحة النساء والفتيات، وتمكنهن من مواصلة التعليم والعمل، وتدعم قدرة الأسر على الادخار والاستثمار من أجل صحة وتعليم أطفالهم.

أما على النطاق الأوسع، فإن الوصول إلى تنظيم الأسرة الطوعي يساعد على خروج المجتمعات من  الفقر.

 

القائمة بأعمال المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة نتاليا كانين مع ميليندا غيتس في قمة تنظيم الأسرة في لندن 2017. © صندوق الأمم المتحدة للسكان

=

في 2012، أثناء قمة عقدت في لندن، اتفقت عشرات المنظمات والبلدان – بما فيها أوغندا – على دعم تنظيم الأسرة الطوعي، بهدف الوصول إلى عدد إضافي من النساء يبلغ 120 مليون امرأة حول العالم. 

 

وإذا تحقق هذا الهدف، فسيشهد العالم انخفاضا في حالات الحمل غير المقصود يصل إلى 110 مليون حالة تقريبا، وسيقل عدد الأطفال الرضع الذين يموتون في عامهم الأول بواقع 3 ملايين تقريبا، فيما سينخفض عدد النساء والفتيات اللائي يموتن  أثناء الحمل والولادة بواقع 200,000 حالة.

مازال الطريق طويلا
لقد أُحرز تقدم في السنوات الخمس الماضية.
فعلى سبيل المثال، في أوغندا عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع الحكومة لتطوير خطة لتنفيذ تنظيم الأسرة. ومنذ 2012، استثمر صندوق الأمم المتحدة للسكان 32 مليون دولار في مستلزمات تنظيم الأسرة الأساسية لصالح هذا البلد.

وقال آلان سيبينالر، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في أوغندا: "على مدى السنوات الخمس الماضية، ازداد استخدام وسائل منع الحمل بين النساء المتزوجات في أوغندا بنسبة 10 في المائة تقريبا."

لكن لا يزال الطريق طويلا: فـ33 في المائة من النساء والفتيات الأوغنديات ممن هن في علاقة يردن منع أو تأخير الحمل لكنهن لا يستخدمن  وسائل منع الحمل، بحسب تقرير حالة سكان العالم الصادر في 2016.
كما أن هذه الاحتياجات لا تزال قائمة على المستوى العالمي. فهناك ما يقدر بـ 214 مليون امرأة وفتاة في بلدان العالم النامية لا زلن فى حاجة إلى وسائل منع الحمل الحديثة.

تجديد الالتزام بتنظيم الأسرة
في يوم الثلاثاء، 11 يوليو/تموز، انعقدت قمة أخرى حول تنظيم الأسرة في لندن من أجل الاستجابة لهذه الاحتياجات، وقد وفى المشاركون بوعدهم، إذ التزم المانحون الدوليون بإجمالي 207 مليون دولار لصالح صندوق الأمم المتحدة للسكان لتوسيع نطاق الحصول على مستلزمات وخدمات تنظيم الأسرة وتعزيز النظم الصحية ومناصرة السياسات التي تكفل المساواة في الحصول على تنظيم الأسرة. ومن هذا الرقم، سيتم استثمار 74.1 مليون دولار في برنامج الإمدادات بصندوق الأمم المتحدة للسكان، والذي يسعى لتوسيع نطاق الحصول على مستلزمات تنظيم الأسرة.

كما شدد الحاضرون في القمة على أهمية وسائل منع الحمل على المستويين الدولي والفردي.

وأكدت القائمة بأعمال المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة نتاليا كانيم على أن "تنظيم الأسرة يعد من أذكى الاستثمارات التي يمكن للبلدان أن تقدم عليها من أجل المستقبل. إن تمكين النساء والفتيات والمراهقات ليقررن ما إذا كن يرغبن بإنجاب الأطفال ومتى يكون ذلك، يمكنهن من أن يتخذن قرارات حرة ومدروسة حول كل جوانب حياتهن. فيصبح بمقدورهن أن يواصلن الدراسة وأن يحصلن على درجة علمية وأن يدخلن سوق العمل؛ ويسهمن في ازدهار الأسر والمجتمعات والبلدان في نهاية المطاف."

- جواكيم بويمبو وبروسي جونكر ناكانجاكو وجيفري بيتس