أنت هنا

تقول بكيزة محمد عبد الرحمن نصر الله، 47 عاماً النازحة في رفح جنوب قطاع غزة: "لقد قطعت قطعة من القماش لاستخدمها كفوطة صحية، وقالت لي ابنتي: "ماما، لا يمكننا أن نفعل هذا!" ولكن ماذا يمكنني أن أفعل غير ذلك؟"  

حتى كتابة هذه القصة تم تهجير حوالي مليون امرأة وفتاة في غزة. 

وقد اضطرت غالبية هؤلاء أن يلجئن إلى الملاجئ والمستوطنات المكتظة حيث يضطر أكثر  850 شخصًا على التشارك في دورة مياه واحدة، ولا يتوفر سوى حمام واحد لكل 3,600 شخص، لتصبح محنتهم إنكارًا مروعًا للاحتياجات الإنسانية وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، ناهيك عن المخاطر المتزايدة من انتشار الأمراض بسبب العدوى.  

تقول عائشة* من رفح: "ليس لدي الآن سوى طقم واحد من الملابس الداخلية." "كل يوم يجب أن أغسله بالمياه الملوثة وأعيد استخدامه."

ويؤدي النقص الحاد في الفوط الصحية الخاصة بالدورة الشهرية إلى تفاقم الحياة البائسة المستمرة منذ أشهر التي تعيشها ما يقرب من 690,000 امرأة وفتاة في مرحلة الحيض في غزة. 

تقول فاطمة*، فتاة صغيرة من غزة، لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "أتمنى أن أتمكن من العودة للمنزل كي استخدم الحمام الخاص بي، ولو لـ 10 دقائق فقط."


يتم توزيع أدوات إدارة النظافة الصحية الخاصة بالدورة الشهرية التي يقدمها صندوق الأمم المتحدة للسكان على النساء والفتيات النازحات في رفح، غزة. © أو جمعية إنقاذ مستقبل الشباب بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان

وتقول نحو ثلاثة أرباع النساء والفتيات في غزة إنهن لا يتمتعن بالخصوصية اللازمة للاغتسال، بينما أفاد نفس العدد بأنهن لا يحصلن على المياه النظيفة. 

تقول نور* وهي في رفح: "ظللت أسأل زوجي إذا كان بإمكاننا الذهاب إلى منزل أحد أصدقائه لاستخدام حمامهم، لأن بناتي بحاجة للاستحمام. لدي ابنتان... لا يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة الوضع والإحراج الذي نتعرض له."



يتم توزيع مجموعات إدارة النظافــة الصحيــة التابعة لصندوق الأمم المتحدة للسكان على النساء والفتيات النازحات في المواصي، غزة. © بيسان عودة لصندوق الأمم المتحدة للسكان

قام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوزيع 24,500 مجموعة من مستلزمات النظافة الشخصية ومستلزمات الدورة الشهرية على المستشفيات والشركاء لتوصيلها للنساء والفتيات في غزة منذ أكتوبر 2023، وأكثر من 3.6 مليون عبوة فوط صحية تستخدم لمرة واحدة. 

ومع ذلك، فإن مستلزمات النظافة الشخصية الحيوية وفوط الدورة الشهرية وأدوية ومستلزمات الصحة الإنجابية عالقة في الأردن منذ أبريل/نيسان، كما أصبح الوصول إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الحيوية في غزة أكثر تقييدًا مع عدم تشغيل أي منشأة طبية في غزة بكامل طاقتها. 

تقول ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية: "إن الوصول إلى المواد والخدمات الأساسية التي يحتاجها الناس للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى ومستلزمات النظافة الصحية عالية الجودةأثناء الدورة الشهرية والخدمات الصحية، هو حق من حقوق الإنسان. لا يمكن أبدًا أن تكون كرامة النساء والفتيات قضية هامشية، بل يجب حمايتهن ودعمهن وأينما كن منهن الاحترام وفي جميع الأوقات. تقول ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية." 

يناشد صندوق الأمم المتحدة للسكان للحصول على 90 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا للنساء والفتيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة في الفترة من يناير إلى ديسمبر 2024. وحتى أبريل 2024، تم تلقي 25.5 مليون دولار أمريكي.  هناك حاجة ماسة إلى مبلغ إضافي قدره 64.7 مليون دولار لدعم استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان بشكل كامل حتى ديسمبر 2024.

 

تم تغيير الأسماء للخصوصية