أنت هنا

مراكش، المغرب - "كنت عالقة تحت الأنقاض، واعتقدت أنني سأموت." ، بهذه الكلمات تصف ماريا، وهي قابلة تعمل في قرية طلعت يعقوب في جبال الأطلس المغربية، حالتها عندما وقع الزلزال الأشد تدميراً في تاريخ المغرب الحديث في ليلة 8 أيلول/سبتمبر، لحظة وقوع الزلزال كانت ماريا تمارس عملها الاعتيادي في أحد مراكز صحة الأمومة. 

القابلة ماريا مع أحد الأطفال حديثي الولادة الذين ساعدت في ولادتهم وسط حالة الفوضى الناجمة عن الزلزال. © مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب

وقالت ماريا، التي سبق لها أن تلقت تدريبًا على الاستجابة في مجال الرعاية الصحية الطارئة من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية: "لقد كانت تلك الليلة صعبة، ولكن بمجرد أن ساعدني زملائي في الخروج من تحت الأنقاض، سارعناجميعًا لتقديم المساعدة وإنقاذ الأرواح".

وتقع قرية طلعت يعقوب على بعد 16 كيلومترًا فقط من مركز الزلزال. ومع تدافع السكان المذعورين هربًا بعد أن سويت  منازلهم بالأرض، تسببت سلسلة من الهزات الارتدادية القوية في إضافة المزيد من الدمار إلى المشهد الفوضوي. وتشير التقديرات الحالية إلى أن ما يقرب من 3000 شخص قد لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 5600 آخرين. ومن المرجح أن تكون هذه الأرقام أقل من الأرقام الفعلية، حيث لم تتمكن فرق البحث والإنقاذ من الوصول إلى جميع المناطق المحفوفة بالمخاطر والتي يتعذر الوصول إليها بسبب التضاريس الجبلية.

ويُقدر عدد الأشخاص الذين تأثروا جراء الزلزال وما خلّفه من دمار في مراكش وضواحيها بما يزيد على 300 ألف شخص– من بينهم أكثر من 1500 امرأة حامل من المنتظر ولادتهن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. ومع تضرر المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى أو تدميرها في القرى المنكوبة بفعل الزلزال، فإن التوقعات بالنسبة لهؤلاء النساء تفيد بأن ما ينتظرهن من مصير يمكن أن يتحول بسهولة إلى وضع يودي بحياتهن، خاصة إذا واجهن مضاعفات أثناء الحمل أو الولادة.

Midwife Maria with one of the newborns she helped to deliver amid the chaos of the earthquake. © UNFPA Morocco

القابلة ماريا مع أحد الأطفال حديثي الولادة الذين ساعدت في ولادتهم وسط حالة الفوضى الناجمة عن الزلزال. © مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب

الخبرة في حالات الطوارئ

عقب إنقاذها من تحت الأنقاض، سرعان ما استخدمت ماريا مهاراتها في إنقاذ حياة الآخرين. وبالتنسيق مع السلطات المحلية لتنظيم عمليات إجلاء مروحية لجميع النساء الحوامل تقريبًا في المنطقة المتضررة، تأكدت من تلقيهن الرعاية الطبية العاجلة التي يحتجن إليها.

غير أنه كانت هناك مهمة أكثر أهمية يتعين القيام بها، فقد انتبهت إلى أن هناك اثنتين من النساء قد دخلتا في مرحلة المخاض. وباستخدام الدواء الذي تمكنت من إنقاذه من حطام المركز الصحي، نجحت ماريا، وسط الدمار الشامل، في مساعدة كلتا المرأتين على ولادة أطفالهما بأمان – وقد أنجبت إحداهما توأم بصحة جيدة.

وقد شاركت ماريا في مبادرة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان ساعدت على مدى العامين الماضيين في تدريب ما يزيد عن 500 قابلة على إجراءات الطوارئ لتوفير الخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية في حالات الأزمات. وتتعلم المشاركات أفضل الممارسات التي يمكن القيام بها لسرعة توفير المستلزمات والمعلومات ذات الصلة بتنظيم الأسرة، وإجراء عمليات التوليد الطارئة، ودعم الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وتعمل الدورات التدريبية، التي يتم تنظيمها بالتعاون مع رابطات القابلات والجمعية الوطنية لتنظيم الأسرة، على تعزيز معارف ومهارات العاملين والعاملات في مجال الصحة، مثل ماريا، والارتقاء بها لمساعدة النساء والفتيات أثناء حالات الطوارئ. وقد دعا صندوق الأمم المتحدة للسكان صناع القرار إلى إعطاء الأولوية للتأهب وإنشاء شبكات محلية ووطنية من المهنيين الصحيين الذين يمكنهم ضمان توفير استجابة سريعة ومتخصصة خلال الأزمات الإنسانية.

القابلة ماريا مع أحد الأطفال حديثي الولادة الذين ساعدت في ولادتهم وسط حالة الفوضى الناجمة عن الزلزال. © مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب

شوهد الناس ينامون على رصيف ساحة جامع الفنا بينما يقضون الليل في الخارج خوفا من المزيد من الزلازل. © دافيد بونالدو/سيبا الولايات المتحدة الأمريكية

وقد شاركت ماريا في مبادرة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان ساعدت على مدى العامين الماضيين في تدريب ما يزيد عن 500 قابلة على إجراءات الطوارئ لتوفير الخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية في حالات الأزمات. وتتعلم المشاركات أفضل الممارسات التي يمكن القيام بها لسرعة توفير المستلزمات والمعلومات ذات الصلة بتنظيم الأسرة، وإجراء عمليات التوليد الطارئة، ودعم الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وتعمل الدورات التدريبية، التي يتم تنظيمها بالتعاون مع رابطات القابلات والجمعية الوطنية لتنظيم الأسرة، على تعزيز معارف ومهارات العاملين والعاملات في مجال الصحة، مثل ماريا، والارتقاء بها لمساعدة النساء والفتيات أثناء حالات الطوارئ. وقد دعا صندوق الأمم المتحدة للسكان صناع القرار إلى إعطاء الأولوية للتأهب وإنشاء شبكات محلية ووطنية من المهنيين الصحيين الذين يمكنهم ضمان توفير استجابة سريعة ومتخصصة خلال الأزمات الإنسانية.

الصحة، والمأوى والهياكل الداعمة

The remains of the maternity centre where Maria works in Talat N’Yaagoub in Morocco’s Atlas Mountains. © UNFPA Morocco

أنقاض مركز صحة الأمومة الذي تعمل فيه ماريا في طلعت يعقوب بجبال الأطلس بالمغرب. © صندوق الأمم المتحدة للسكان في المغرب

تقود السلطات الوطنية الاستجابة لهذه المأساة ولكن هناك احتياجات متزايدة للإغاثة الطارئة والغذاء والمياه والمأوى والدعم الصحي.

لقد دمرت آلاف المنازل، ويلجأ الكثير من الناس إلى المرافق العامة بحثًا عن مأوى، وينامون في العراء خوفًا من انهيار المزيد من المباني. وفي ظل هذه الظروف، كما هو الحال في جميع الأزمات الإنسانية، تزداد فرص تعرض النساء والفتيات، اللواتي يفتقرن إلى الحماية ويعانين من صعوبة الوصول إلى الموارد، لخطر العنف والإكراه القائمين على النوع الاجتماعي.

إن الحصول على خدمات الرعاية الصحية الجيدة والمعلومات والحماية من العنف هو أمر بالغ الأهمية. ومن ثم، يواصل صندوق الأمم المتحدة للسكان نهجه في الالتزام بتكريس جهوده من أجل ضمان حصول شعب المغرب والمنظمات المحلية على الدعم الذي يحتاجون إليه لحماية الصحة الإنجابية للنساء والفتيات ورفاههن.