أنت هنا

الحسكة،سوريا – بينما تصاعدت الأعمال العدائية في شمال شرق سوريا في الأسابيع الأخيرة، تزايدت عرضة المدنيين في تلك المنطقة للخطر. يقول د. ياسر جحا لصندوق الأمم المتحدة للسكان في مخيم الهول بمحافظة الحسكة: "لقد نزعت 160 شظية من أجساد النساء والأطفال."


العاملون بالمجال الإنساني: أغلب الوافدين للمخيم من النساء والأطفال © UNFPA Syria

وقد دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان د. جحا، وهو طبيب نسائي من دمشق، لتوفير خدمات الصحة الإنجابية في المخيم. ولكن بينما ازداد عدد الوافدين على المخيم ومع النسبة الكبيرة للإصابات الخطيرة بين الوافدين، تدخل د. جحا لتوفير الرعاية الطبية الطارئة أيضًا.

 

وأضاف د. جحا: "عدد النساء والأطفال المصابين مرتفع للغاية مما أصابنا بالصدمة. لم أر في حياتي كلها ما يماثل ما رأيته في هذا المخيم."

وقد بدأ تصاعد الأعمال العدائية في هجين والباغوز في سبتمبر/أيلول من العام الماضي مما تسبب في تهجير الكثير من السكان، كما شكلت الأزمة تحديًا كبيرًا للعاملين في مجال المساعدة الإنسانية حيث تخطى عدد النازحين من الباغوز توقعات كل شركاء العمل الإنساني.

فقد وصل أكثر من  63,000 من النازحين لمخيم الهول بداية من ديسمبر/كانون الأول وحتى نهاية مارس/آذار، أغلبهم من النساء والأطفال، منهم العديد ممن ساروا أيامًا قبل الوصول للمخيم طبقًا للمنظمات الأممية الشريكة.

ووصل عدد المقيمين بمخيم الهول لما يزيد عن 73,000 ألف نازحة ونازح. بدأ معدل وفود النازحين على المخيم في التباطؤ منذ نهاية شهر مارس/آذار، ولكن لازال هناك الكثير من التحديات منها زيادة العبء على الخدمات الصحية المتوفرة مع محدودية قدرة المرافق الطبية الثانوية.

وأوردت فرق صندوق الأمم المتحدة للسكان تقارير عن حالات من العنف الجنسي والصدمة النفسية والحمل المبكر وغيرها من الحالات المثيرة للقلق.

حامل مصابة بطلق ناري:

في الشهر الماضي، وصلت عيشة * للمخيم حاملاً في شهرها الثامن ومصابة بطلق ناري في البطن.

روى د. جحا تفاصيل الحالة قائلاً: "من بين العدد الكبير للوافدين على المخيم كان هناك المئات من المصابين ومنهم عيشة التي كانت حاملاً في شهرها الثامن وفي الثامنة والعشرين من عمرها. كانت عيشة مصابة بطلق ناري تسبب في جرح امتد من الجنب اليمين للجنب اليسار."

وكانت عيشة قد فرت من الأعمال العدائية في الباغوز وفقدت طفلين أثناء أحداث العنف. تقول عيشة: "لا أريد أن أفقد طفلي الذي لم يولد بعد أيضًا." بدت حالة عيشة حرجة حيث مرت ثلاثة أيام على إصابتها قبل وصولها لد. جحا الذي يتذكر لقاءه الأول مع عيشة قائلاً: "قالت إنها لم تعد قادرة على الشعور بحركة الجنين."  ولكن، عندما قام بالكشف عليها باستخدام جهاز الآشعة بالموجات الصوتية، لم يصدق د. جحا ما رآه: "الجنين كان لايزال حيًا! بدأت في البكاء عندما رأيت الصورة." 

 


صندوق الأمم المتحدة للسكان وفر فرق طبية متنقلة وعيادات للولادة
وغيرها من خدمات الصحة الإنجابية في مخيم الهول. © UNFPA Syria

ولم يكن رد فعل عيشة أقل صدمة حيث هتفت بد. جحا: "لا أصدق! إنها معجزة."

من خلال نظام الإحالة الخاص بصندوق الأمم المتحدة للسكان، استطاع د. جحا إحالة عيشة للمستشفى بالحسكة حيث قضت ثلاثة أسابيع تتعافى من إصابتها حتى ولدت طفلها ولادة آمنة.

اليوم، عيشة وابنها في صحة جيدة ويعيشان بالمخيم.

يجب زيادة الخدمات بشكل عاجل:

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان على زيادة خدمات الصحة الإنجابية بشكل عاجل عن طريق دعم المانحين مثل المفوضية الأوروبية، والحكومة الأسترالية، وإدراة التعاون الدولي في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى مساعدة صندوق الدعم الإنساني لسوريا.

فجهز صندوق الأمم المتحدة للسكان فريقًا للطورائ يتضمن اثنين من الجراحين، ومسعفين وممرضين لدعم فرق الاستجابة الأممية، كما أرسل الصندوق عاملين بقطاع الصحة من دمشق لتوفير الرعاية الطبية الإنجابية والجنسية المتخصصة.

كما وفر صندوق الأمم المتحدة للسكان ثلاث فرق طبية متنقلة وعيادة ولادة.  بالشراكة مع دير مار يعقوب المقطع، قام الصندوق أيضًا بتجهيز مشفى ميداني متنقل به عشرون سرير ومعمل طبي وعيادات لطب العيون والعظام والجلدية  والطب الباطني وطب الأطفال.  

ويقلق الشركاء في العمل الإنساني على سلامة النساء والفتيات المعرضات للخطر بشكل خاص. استجابةً لهذه المخاوف، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان مساحتين آمنتين للنساء والفتيات في مخيم الهول حيث تستطيع النساء تلقي الخدمات الصحية، كما يستطعن الحصول على المعلومات والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي. ويوفر الصندوق ثلاث فرق متنقلة تقدم الدعم على مدار الساعة للناجيات من العنف.

كما جهز صندوق الأمم المتحدة للسكان 5,000 مصباح شمسي لتعزيز سلامة النساء والفتيات في الليل وهو الوقت الذي قد يواجهن فيه خطر العنف الجسدي والجنسي بشكل أكبر. وقام صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوزيع 4,600 حفاض للكبار للحفاظ على كرامة العدد الكبير من المسنين وأصحاب الاحتياجات الخاصة في المخيم.

ولكن تظل الاحتياجات ضخمة ومن المتوقع ان تزداد أيضًا.

للمزيد عن استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان، يمكن الاطلاع على أحدث تقرير موقف عن الاستجابة الإنسانية للصندوق.

* تم تغيير الاسم بغرض الحماية.