غزة، سوريا، لبنان، اليمن، الصومال والسودان. تخفي عناوين الحروب والأزمات والكوارث الناجمة عن تغير المناخ الكثير من قصص مفعمة بالأمل والإصرار على التطور والازدهار.
وتجد النساء والفتيات والشباب المتفانون و المثابرون في بعض المجتمعات الأكثر ضعفاً وهشاشة في المنطقة العربية فرصاً لإحداث تغيير هادئ لكنه إيجابي في حياتهم عبر العمل الحثيث والدؤوب، وفتح آفاق جديدة من الفرص، ووضع الأسس لمستقبل صحي وآمن ومستدام.
ويعتمد هذا المستقبل على تمكين النساء والفتيات، اللاتي يجب منحهن حرية اتخاذ القرارات المستنيرة بشأن حياتهن وأجسادهن ومستقبلهن. وهذا يعني أنه يجب حماية صحتهن وحقوقهن الجنسية والإنجابية وإعمالها، وحمايتهن من كافة أشكال العنف واحترام خياراتهن وتقدير آرائهن والاستماع إليهن. عندما يتم تمكين النساء والفتيات عبر المعرفة والقدرة على حماية أنفسهن ومستقبلهن، فإنهن يحمين الوعد بغد أفضل لنا جميعا.
جيبوتي
فتحية
“اخترت أن أكون معلمة لمساعدة الفتيات الصغيرات. لقد قمت بهذا الاختيار لأنني رأيت أنه عندما كانت أخواتي - اللواتي تعرضن للختان - تأتيهن الدورة الشهرية يعانين من ألم أكثر بكثير مني.”
مصر
رابعة
“لقد أتيح لي فرصة تعلم أشياء كثيرة لم أكن على علم بها من قبل ، مثل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث وتنظيم الأسرة. لقد عملت بجد لكي أصبح مدربة في مجال الصحة الإنجابية، وتعلمت مهارات قيادية جديدة.”
الأردن
عائشة
“لقد تعلمت أشياء كثيرة حول كيفية دعم أطفالي وتربيتهم وتعليمهم. لم أكن أعرف شيئًا عن تنظيم الأسرة من قبل، وتوقفت عن إنجاب الأطفال منذ ست سنوات.”
لبنان
أمينة*
“لقد فقدت الرغبة في الحياة، لكن الأخصائية الاجتماعية أخبرتني أنني لا أزال صغيرة، وهناك الكثير من الأمور التي يمكنني القيام بها في الحياة.”
*تم تغيير الاسم للحماية
فلسطين
عبد السلام
“أنا وزوجتي تزوجنا مبكرًا، ولا أريد لبناتي أن يمررن بذلك.”
الصومال
دكتور شعيب
”أنا طبيب، وهدفي هو إنهاء ممارسة تشوية الأعضاء التناسلية للإناث الضارة.“
السودان
نسمة
“لقد هجرني زوجي. وقال إنه لن يبقى مع امرأة مصابة بالناسور. كان الأمر صعبًا جدًا. بقيت في المنزل طوال الوقت ولم أتمكن من حضور أي مناسبات.”
سوريا
سماح
”تزوجت عندما كان عمري 13 عامًا فقط. شعرت بأنني لا قيمة لي في المنزل، ولم يكن لدي أي حقوق. لكن الآن أشعر أنني أقوى بكثير وأكثر استقلالية.“
اليمن
رندة
“لقد تدربت على القبالة بسبب معاناتي أثناء الولادة. لم يشرح لي أحد أي شيئاً. ولم أمتلك المعرفة ولا المعلومات اللازمة.”
قصص التغيير والحياة والحب
-
إطلاق العنان للقوة الذاتية
واجهت أمينة من لبنان وسماح من سوريا العنف الأسري بشجاعة، الأمر الذي أطلق العنان لما لديهما من إمكانات كامنة. فتحية في جيبوتي والدكتور شعيب في الصومال يدعوان بشدة إلى القضاء على تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. مستلهمًا فكرة الذكورة الإيجابية، يقف الفلسطيني عبد السلام ضد زواج الأطفال. اكتشف القصص الرائعة للأبطال الذين يكافحون العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال رحلاتهم التحويلية، وإلهام التغيير وتمكين المجتمعات.
اقرأ المزيد -
دروس في الحياة والحب
في الأردن والسودان واليمن، تروي ثلاث نساء مميزات – عائشة ونسمة وراندا – رحلتهن من اليأس إلى التمكين. تعد قصصهم شهادات قوية على إمكانات إنقاذ الحياة التي توفرها المعلومات والخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية والتي يمكن الوصول إليها، والدور الحاسم لهذه الخدمات في تشكيل مستقبل أكثر إشراقًا للأسر والمجتمعات.
اقرأ المزيد -
أسس للمستقبل
رابعة من مصر، حملت على عاتقها مهمة تدريب وتوعية الشباب في مجال الصحة الإنجابية. وقد تطوعت من أجل تمكين أقرانها من المعرفة اللازمة لفهم حقوقهم، وإعطاء الأولوية لصحتهم ورفاههم، وأن يكونوا نشطاء في الدعوة لحق الجميع في الصحة والكرامة.
اقرأ المزيد
ثلاثة عقود من الكفاح والإنجازات.. الرحلة مستمرة
قبل ثلاثة عقود من الزمن، اعتمدت الحكومات برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، والذي أكد على أن التنمية المستدامة تتطلب إعطاء الأولوية لحقوق الإنسان، وتمكين المرأة، والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية. وقد مهد هذا الطريق إلى الأمام، وألهم الاستثمارات في النساء والفتيات، وأدى إلى فوائد متتالية للأفراد والمجتمعات.
ومع ذلك، كان التقدم متفاوتا، والأزمات المتعددة الأوجه، بما في ذلك حالات الطوارئ المناخية، والاستقطاب حول الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية تهدد بتراجع التقدم المحرز.
تواجه منطقة الدول العربية بعضًا من أشد الصراعات والكوارث الإنسانية خطورة في العالم. لقد كان العام الماضي مليئاً بالتحديات بشكل خاص، مع استمرار الصراعات في السودان وغزة، مما ترك الأنظمة الصحية مستهدفة ومرهقة. وقد نزح الملايين في جميع أنحاء المنطقة. وأدت الكوارث المرتبطة بالمناخ إلى تفاقم الصراعات في سوريا واليمن وليبيا. وتزيد التحديات الاقتصادية، مثل ارتفاع معدلات البطالة والفقر، من تعقيد هذه القضايا. وقد تأثرت النساء والفتيات والشباب بشكل غير متناسب، حيث تعرقلت قدرتهم على اتخاذ خيارات جنسية وإنجابية بسبب التمييز بين الجنسين الراسخ وأشكال التمييز المتداخلة.
ولمواجهة هذه التحديات، هناك حاجة إلى تحول أساسي في الإجراءات الإنسانية والإنمائية، بدءاً بفهم تجارب المرأة واحتياجاتها اليومية. ويدعو صندوق الأمم المتحدة للسكان القادة في كل مكان إلى إعطاء الأولوية لحق المرأة في الكرامة والسلامة والرفاهية في جميع السياقات. ونحن نحث الجميع على الانضمام إلينا في نشر الكلمة التي مفادها أن ضمان الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية للمرأة هو نقطة البداية غير القابلة للتفاوض لخلق مستقبل أكثر استدامة للجميع.