أنت هنا

New clinic brings reproductive health care to Syria’s underserved Al-Tabqa

إحدى العاملات في العيادة الجديدة تعتني بطفل حديث الولادة. صورة من صندوق الأمم المتحدة للسكان وجمعية المودة. 

مدينة الطبقة، سوريا – افتُتحت عيادة جديدة للصحة الإنجابية في مدينة الطبقة التي مزقتها الحرب في شمالي سوريا، والتي كانت ساحة قتال على مدار السنوات الخمس الماضية.

وقد تمت استعادة الطبقة، ثاني أكبر مدينة في محافظة الرقة، من أيدي تنظيم داعش قبل سبعة أشهر، وهي الآن تمتلئ سريعا بالأسر النازحة. إذ زاد عدد السكان بواقع 200 في المائة منذ مايو/أيار 2017، بحسب بعثة تقييم مشتركة من الأمم المتحدة أُجريت هناك في ديسمبر/كانون الثاني. والآن يتواجد بالمدينة 90,000 من السكان و80,000 من الأشخاص النازحين، العديد منهم من مدينة الرقة ومن الريف.

يظل الوضع الصحي في الطبقة غير مستقر، لكن عيادة الصحة الإنجابية الجديدة الذي يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان، والتي افتتحت في 7 يناير/كانون الثاني، تلبي بالفعل الاحتياجات العاجلة بين السكان.

وقال الدكتور عدنان القوب الذي أشرف على خدمات العيادة في عطلة نهاية هذا الأسبوع ، "لقد قدمنا الخدمات الطبية وخدمات الصحة الإنجابية في العيادة لـ 460 امرأة،" خلال الأسبوعين الأولين من العمل في العيادة.

على رغم صعوبة دخول مدينة الطبقة، إلا أنه قد تم  تجهيزالعيادة بالكامل بالعاملين والمعدات. صورة من صندوق الأمم المتحدة للسكان وجمعية المودة

نقص شديد في تلبية احتياجات الصحة الإنجابية

توصل تقييم الأمم المتحدة الذي أجري في ديسمبر/كانون الأول إلى أن هناك قصور في الرعاية الأساسية والحرجة. كما وأن التطعيمات الروتينية غير متوفرة، وأسعار الدواء في ارتفاع، وهناك نقص في العقاقير اللازمة لعلاج حالات مرضى السكر والربو وغيرها من الحالات.

ولقد كان نقص المرافق الصحية والعاملين الصحيين المؤهلين مثار قلق خطير. فالمستشفى الوطني في المنطقة يعمل، لكنه يفتقر للأجهزة الأساسية. كما يعمل مستشفيان خاصان لكنهما غير كافيين لتلبية احتياجات العدد المتنامي من السكان.

وكان هناك قصور شديد في تلبية احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية على مدار سنوات. إذ ظلت وسائل منع الحمل والمستلزمات الدوائية الخاصة بالصحة الإنجابية بعيدة عن المتناول أو تحت سيطرة داعش، ومن ثم لم تكن متوفرة للمحافظة، والمرافق الصحية المدعومة من المنظمات غير الحكومية.

ويُقدر عدد النساء الحوامل  المحتاجات لخدمات الصحة الإنجابية بما يقرب من 6,800 إمرأة. ومع هذا فالفقر وانعدام الأمن قد زادا من صعوبة وصول الكثير من النساء الحوامل إلى الرعاية الصحية، خاصة لمن يسكنّ المناطق الريفية المحيطة.

سعادة مضاعفة

افتتح صندوق الأمم المتحدة للسكان وشريكه المحلي، جمعية المودة، عيادة الصحة الإنجابية الجديدة، بتمويل من المفوضية الأوروبية للحماية المدنية والمساعدات الإنسانية، وهي تقوم فعليا الآن بتقديم خدماتها الإغاثية للنساء.

وفي 16 يناير/كانون الثاني، أنجبت مايسة، صاحبة الـ30 عاما، توأما – صبيا وفتاة – في العيادة.

 

قالت مايسة: "أشعر بسعادة غامرة وأنا أحمل طفلاي التوأم. كانا بصحة جيدة وحصلا على الأدوية والخدمات الطبية اللازمة."

حصلت مايسة على رعاية ما بعد الولادة، كما حصل الطفلان اللذين اختارت لهما اسمي زكريا، وحنان، على الرعاية المقدمة لحديثي الولادة.

وبعد خروجها من المستشفى، وفر لها فريق طبي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان الرعاية لمتابعة حالتها.

قالت مايسة: "لقد عدت إلى منزلي ومازال الفريق الطبي يقوم بزيارتي في المنزل  لمتابعة صحتي وصحة التوأم كذلك."

مازالت هناك حاجة لعمل المزيد

يبقى الوصول إلى مدينة الطبقة صعبا، في ظل استمرار بعض الطرق المؤدية للمدينة مهددة بخطرة الألغام، رغم عمل وكالات إزالة الألغام على تحسين السلامة في المنطقة. كما  تعطلت طرق  أخرى في المدينة بسبب الدمار الذي لحق البنية التحتية.

كذلك تسببت العواصف الثلجية في إعاقة الاتصالات مؤخرا.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فقد تم تجهيز العيادة الجديدة تجهيزا كاملا  بالأجهزة والعاملين.

قال الدكتور القوب: "نشعر بسعادة بالغة ونحن نرى تقديم  جميع الخدمات اللازمة  للأسر شديدة الفقر في المنطقة."

مايسة مع زوجها وطفليها التوأم. تم إصدار تصريح لهم بالخروج، وزارهم فريق طبي لتوفير الرعاية لمتابعة حالتهم. صورة من صندوق الأمم المتحدة للسكان سوريا وجمعية المودة

 

لكن لا تزال هناك حاجة لعمل المزيد.

فقد طلب مجلس الصحة المحلي تواجد فريق طبي آخر لتوفير خدمات إضافية في المناطق الريفية المحيطة.

يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان الآن مع الشركاء لتوزيع مجموعات النظافة الشخصية، التي تحتوي على مستلزمات النظافة الشخصية الأساسية، وكذلك حقائب الشتاء، التي تضم الملابس الثقيلة، في شمال الرقة في الأسبوعين المقبلين.

لقد كان وجود صندوق الأمم المتحدة للسكان واستجابته في هذه المنطقة ممكنا بفضل صندوق الطوارئ، الذي وفر الاستثمارات الأولية من أجل تأسيس مكتب ميداني.