الأمم المتحدة، نيويورك - يكاد ناسور الولادة أن يقتصر على النساء والفتيات الأفقر والأكثر استضعافاً وتهميشاً، فهو يصيب أولئك اللاتي لا يجدن سبيلاً إلى الرعاية السريعة وعالية الجودة لصحة الأمهات، وهي رعاية بإمكانها أن تنقذ الأرواح وتستحقها النساء بل وهن في مسيس الحاجة إليها، كحقٍ أساسي من حقوق الإنسان. وأنا شخصياً بصفتي طبيب، والأهم من ذلك، بصفتي أب لأربعة بنات، أستفظع استمرار وجود الناسور في عالم اليوم، رغم أن الوقاية منه ممكنة تماماً.
إن المحور الذي يدور حوله اليوم الدولي للقضاء على ناسور الولادة هذا العام، "القضاء على الناسور في خلال جيل واحد"، هو دعوة لتغيير العالم. مثلما نتحدث عن القضاء على شلل الأطفال، وعلى فيروس نقص المناعة/الإيدز، وعلى الختان وعلى العديد من أشكال المعاناة الأخرى، فإن علينا أيضاً التعهد بتكثيف جهودنا للقضاء على الناسور، قضاءً نهائياً. وهذا يعني الإستجابة لدعوة جدول أعمال التنمية المستدامة 2030 كى لا يتخلف أحد عن الركب، ولا سيما من هم أكثر تعرضاً للإهمال والمحرومين من السلطة والأضواء، بمن فيهم النساء والفتيات المتعايشات مع الناسور. لقد حان الوقت الآن، وأنا أثق في قدرتنا على النجاح.
يظل القضاء على الناسور واحدة من أهم أولوياتنا فى صندوق الأمم المتحدة للسكان ، وسوف نواصل التعجيل بالجهود الرامية لذلك، في عملنا الخاص وأيضا في إطار منظومة الأمم المتحدة على حد سواء. وقد حققت الحملة العالمية للقضاء على الناسور، التى أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه في 2003 ، تقدماً لا يستهان به في القضاء على الناسور ودعم الناجيات منه من خلال الوقاية والعلاج وإعادة الدمج الاجتماعي والمناصرة. قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم لإجراء ما يزيد على 70,000 جراحة تصحيحية للناسور للنساء والفتيات المحتاجات كما قام شركاء الحملة بإتاحة العلاج لأعداد أكبر.
ومع ذلك فهناك المزيد مما يلزم عمله. لا يمكن أن نستسلم قبل أن تحصل كل إمرأة وفتاة على الرعاية الوقائية التي تحتاج إليها. لا يمكن أن نستسلم قبل معالجة كل إمرأة وفتاة تتعايش مع الناسور. لا يمكن أن نستسلم قبل حصول كل ناجية من الناسور على خدمات الدمج والدعم الاجتماعية التي تحتاج إليها لإعادة بناء حياتها و إستعادة كرامتها و إسترداد أملها وأحلامها فى المستقبل.
***