أنت هنا

A turning point for girls

 

فايث كيرايسون، مدافعة عن حقوق وصحة الفتيات، تثقف قريناتها حول إدارة صحة المرأة وقت لطمث . © صندوق الأمم المتحدة للسكان كينيا/دوغلاس واودو

 

جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا/ناروك، كينيا – "شعرت بالإحراج كوني فتاة وأحسست بأن ذلك كان عقابا،" تستذكر فايث، صاحبة الـ13 عاما، وهي تصف أول دورة شهرية لها.

 

كانت فايث تعيش في مدرسة داخلية في ناروك كاونتي، كينيا، عندما حدثت لها الدورة الشهرية الأولى. علمتها إحدى صديقاتها استعمال القماش للتعامل مع الدم. قالت: "لم يكن لدي معرفة عن كيف ولماذا تحدث، وما الذي يجب أن أتوقعه، ومن ثم فقد انتابني إحساس فطري بالرعب والارتباك."

 

وما مرت به فايث هو أمر معتاد تماما. فالفتيات حول العالم يفتقرن للمعرفة الأساسية حول صحتهن الجنسية والإنجابية ويكافحن للصحول على مستلزمات صحتهن وقت لطمث . فيما تصارع الكثيرات منهن الوصم والمحظورات في نظر المجتمع والتي تحيط بفترة الدورة الشهرية.

تقوض هذه المشكلات صحة وحقوق الفتيات. إذ إنه من الممكن أن تتعرض الفتيات للوصم أو تتغيبن عن المدرسة بسبب الصعوبة في إدارة نظافتهن الشخصية أثناء فترة لطمث. مرت فايث بهذه التحديات، حيث قالت لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "كنت أكره الذهاب للمدرسة."

وقد كان التصدي لهذه المخاوف موضوع ندوة إدارة الصحة أثناء فترة لطمث التي عقدت مؤخرا في جوهانسبرغ، بجنوب أفريقيا. وهي أول اجتماع من نوعه يُعقد في المنطقة.

 

والهدف من هذه الندوة التي نظمها وزارة المرأة في جنوب أفريقيا بالاشتراك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، هو كسر التابوهات وبناء التقاليد الإيجابية حول فترة لطمث.

 

قالت وزيرة المرأة الجنوب أفريقية، باثابيل دلاميني خلال الندوة إن الحصول على منتجات النظافة الصحية، والمعاملة الكريمة والتثقيف حول إدارة الصحة أثناء فترة لطمث هو "قضية حقوق إنسان لابد لنا جميعا أن نناضل من أجلها."

"لابد أن نضع نهاية للوصم المتعلق بالدورة الشهرية، في بيوتنا ومدارسنا وأماكن عبادتنا وكل الفضاءات الأخرى المهمة التي نعيش فيها،" قالت وزيرة المرأة الجنوب أفريقية، باثابيلي دلاميني. © صندوق الأمم المتحدة للسكان. © المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لشرق وجنوب أفريقيا/غوشان خان

 

إنهاء الوصم، وتمكين النساء

 

وبحسب الوزيرة دلاميني، فالتقديرات تشير إلى أن واحدة من بين كل 10 فتيات في أفريقيا جنوب الصحراء يتغيبن عن المدرسة في مرحلة ما أثناء فترة دورتهن الشهرية. وتضيف: "تبين الأبحاث أن ما يصل إلى 7 ملايين من التلميذات في جنوب أفريقيا لا يقدرن على تكلفة الفوط الصحية."

وتابعت: "كيف يمكننا تمكين الفتيات حتى يعرفن أن الطمث ليس بالأمر الذي يشعرهن بالخزي. لابد أن نوقف الوصم بسبب الدورة الشهرية في بيوتنا ومدارسنا وأماكن عبادتنا وكل الفضاءات الأخرى المهمة في حياتنا."

يمكن لتحسين الصحة الجنسية والإنجابية أن يؤتي عائدا كبيرا على الاستثمار، بما في ذلك عن طريق زيادة مشاركة النساء والفتيات في التعليم والاقتصاد. لكن لابد أولا من التصدي لعدد من التحديات الهائلة.

قالت الدكتورة جوليتا أونابانجو، مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان لإقليم شرق وجنوب أفريقيا: "الحياة الجنسية الأفريقية أمر مغلف بالكثير من الكتمان.. لكن عدم الحديث حول الجنس يؤبد الوصم والتمييز. ويعد الحصول على التثقيف الجنسي أمرا حيويا للمعرفة حول فترة لطمث  كما بالنسبة إلى الثقة بالنفس والاعتداد بالنفس والإحساس المرء بقيمته." ولابد من إشراك الرجال والفتيان في إنهاء الوصم المرتبط بفترة لطمث، بحسب السيدة أونابانجو التي أضافت: "نريدهم حلفاء وداعمين."

كما لا يمكن إغفال الجوانب الصحية لفترة لطمث. تمضي الدكتورة أونابانجو إلى قولها: "مع قيامنا بتطبيع فترة لطمث، فإنه لابد لنا أن نتفه الاضطرابات ذات الصلة."

قالت الدكتورة جوليتا أونابانجو، مديرة صندوق الأمم المتحدة لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا: "لتكن هذه الندوة نقطة تحول لنا في أنحاء القارة. © المكتب الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة شرق وجنوب أفريقيا/غولشان خان

 

الالتزام بالتغيير

حضر أكثر من 300 مشارك هذه الفعالية، من بينهم ممثلو حكومات وأكاديميون ومنظمات غير حكومية ووكالات تابعة للأمم المتحدة ومجموعات شبابية وغيرهم من الشركاء. كما حضر الفعالية الممثلة هلوبي مبويا وفنان الهيب هوب "كيه آر تي سي" والموسيقي الشهير والمدافع عن صحة المرأة أثناء لطمث ، كينغ كاكا.

 

وسيكون من النتائج الأساسية للندوة تدشين قوة مهام أفريقية لتحسين إدارة صحة لطمث  في أفريقيا.

قالت الدكتورة أونابانجو: "لتكن هذه الندوة نقطة تحول لنا في أنحاء القارة.".

 

أما بالنسبة إلى فايث، في كينيا، فإنها تقوم بدورها في تثقيف وتمكين قريناتها.

قالت: "لقد أخذت على عاتقي الآن مساعدة الفتيات الأخريات في المدرسة، وهن يختبرن أول دورة شهرية لهن. أعرف الآن أنها وظيفة عادية للجسم البشري وأن لا شيء يدعو للشعور بالحرج."