أنت هنا

 

Finding a way out of child marriage and towards a vocation

أطفال يركضون باتجاه مخيم دوميز 1 في شمالي العراق، حيث تقدم مراكز المرأة والشباب المدعومة من صندوق الأمم المتحدة للسكان الدعم والرعاية للاجئين السوريين. © المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين/بي. سيكول/نوفمبر 2012

 

 

كركوك، العراق – لم تكن عائشة جاوزت عامها الـ15 عندما فرت هي وأسرتها من القامشلي، في شمالي سوريا، بحثا عن الملاذ في العراق في 2014. انتهى بهم المطاف في مخيم دوميز 1 للاجئين في إقليم كردستان العراق.

 

والمخيم الذي بُني على عجل وبقليل من التخطيط لاستيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الفارين من شمالي سوريا في 2012، يستضيف حاليا 5,608 من الأسر السورية اللاجئة. تكافح هذه الأسر في مواجهة الازدحام الشديد وتعيش في ملاجئ بحاجة إلى تحسين حالتها. هذا فيما تندر فرص كسب العيش.

 

وقد دفعت ندرة الخيارات في المخيم والد عائشة إلى السفر إلى أوروبا بحثا عن فرص عمل أفضل.

قالت عائشة لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "كنت محطمة. إذ لم أكن فقدت أصدقائي ودياري فقط، وإنما والدي الآن مسافر. أتذكر أنني كنت أواسي نفسي في ذلك اليوم ولسان حالي يقول إنني على الأقل محظوظة لمواصلة تعليمي. كانت لدي خطط للحصول على درجة علمية وبعد ذلك، عندما نعود لديارنا، أن أعمل على إعادة بناء مجتمعي وبلادي."

 

لكن بعد مرور عامين، ومع استمرار معاناة الأسرة، قررت زوجة والد عائشة إخراجها من المدرسة وتزويجها لرجل بعمر الـ45. وكانت تأمل بأن يقوم الرجل باعتباره زوج عائشة الجديد بدعم الأسرة ماديا.

 

"حياتي أصبح لها معنى من جديد"

في حين لا تتوفر معلومات حول عدد حالات زواج الأطفال التي تحدث في أوساط اللاجئين السوريين في العراق، إلا أن البحوث التي أجريت بين اللاجئين السوريين في أماكن أخرى توحي بوجود صلة بين الفقر وعدم الاستقرار الذي يواجه الأسر النازحة، شأن أسرة عائشة، وبين الضغوط المتصاعدة التي تدفع إلى زواج الفتيات.

 

وسط إحساس بقلة الحيلة، التمست عايشة المساعدة من مركز زهرة الياسمين الاجتماعي للمرأة في المخيم، والذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان. 

 

قام العاملون الاجتماعيون بالمركز، بعد أن حكت لهم عائشة قصتها، بالتواصل مع زوجة والدها وأوضحوا لها مخاطر زواج الأطفال وما يمكن أن يكون له من عواقب على الفتيات المراهقات. وقد نجحوا بإقناعها بالسماح لعائشة بالعودة للمدرسة واستكمال تعليمها.

 

تستذكر عائشة، قائلة: "لن أبالغ إذا ما قلت إن ذلك كان أسعد يوم في حياتي. لم أكن أصدق ما حدث. كنت قد استسلمت إزاء فكرة أن أعيش حياة طبيعية مجددا. شعرت بأن حياتي صار لها معنى من جديد."

 

كسب عيش وهدف

مركز زهرة الياسمين هو واحد من 140 مركزا للمرأة يدعمها صندوق الأمم المتحدة للسكان ضمن استجابته الطارئة في أنحاء العراق. في مخيم دوميز 1، يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان أيضا وحدة للصحة الإنجابية داخل مستشفى دوميز، وكذلك مركزا للشباب.

 

توفر هذه المرافق طيفا من الدعم والرعاية للنساء والشباب في المخيم. تشمل الخدمات تنظيم الأسرة والرعاية لصحة الأم، وكذلك المشورة، والدعم النفسي الاجتماعي، وجلسات التوعية، والأنشطة الترفيهية ودورات تنمية المهارات الحياتية.

 

بعد أن أعادها هذا التدخل الناجح إلى المدرسة، واظبت عائشة على زيارة المركز، حيث حضرت كل الجلسات التي يقدمها. وعندما ظهرت فرصة تطوع بدوام جزئي، تقدمت وتم اختيارها لمساعدة العاملات الاجتماعيات، فاكتسبت خبرة القيام بالعمل بنفسها.

 

قالت عائشة: "أشعر بالرضا عندما أساعد النساء اللواتي يواجهن أوقاتا صعبة، يتحدثن إلي وأنصت إليهن وأنصحهن."

وتضيف: "بجانب هذا، يساعدني المبلغ المالي الذي أحصل عليه في المقابل على دعم أشقائي وأسرتي."

 

الآن، وقد صارت فتاة عمرها 19 عاما، فإن لدى عائشة التصميم على مواصلة عملها لمساعدة الفتيات والنساء الأخريات. قالت: "هدفي في الوقت الراهن هو التوعية ضد الزيجات المبكرة وزواج الأطفال من خلال جلسات التوعية والأنشطة التي يتم إجراؤها في المركز."

  • سيبال طيب وسلوى موسى