أنت هنا

صنعاء، اليمن – تواجه النساء والفتيات في اليمن، بما في ذلك ما يقدر بـ 3 ملايين امرأة في سن الإنجاب، ظروفا تهدد أرواحهن على نحو متزايد، مع انهيار النظام الصحي في خضم النزاع الدائر.

شيماء سيدة يمنية من مدينة صعدة شمالي البلاد، تم تزويجها و هي طفلة،  والذي أدى إلى معاناتها من الناسور الولادي لسنوات.  هروبا من جحيم الصراع في صعدة اضطرت شيماء مع أسرتها للفرار الى مدينة صنعاء والاستقرار فيها وكانت فقط في الـ14 من عمرها عندما تم تزويجها برجل في أواخر الثلاثينيات من العمر، توفيت عنه زوجته وتركت له أطفالا.

أوضحت شيماء: "في مجتمعنا، تتزوج الفتيات في سن صغيرة كالتاسعة أو العاشرة. وبالنسبة لي فقد كنت في الـ14 وكان ذلك يعتبر سنا متأخرة للزواج. لم يكن لدي أي خيار إلا الزواج من أول رجل  يتقدم لي. لذا تزوجت من رجل أرمل."

 

مجموعة من المريضات بالناسور يتلقين العلاج في مستشفى الثورة في صنعاء. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن / فهمية الفتيح
 

كانت هذه هي البداية لرحلة معاناة طويلة. فمع بلوغ شيماء عامها الـ15، تعرضت للإجهاض نتيجة لإصابتها بمضاعفات تتعلق بصغر سنها. وفي حملها الثاني، ونتيجة للصعوبات الاقتصادية التي خلفها النزاع، لم تتمكن شيماء من الوصول إلى مستشفى في الوقت المناسب ووضعت طفلها في المنزل من دون مساعدة إلا من إحدى جاراتها. وقد أصيبت بالناسور الولادي حينها أثناء الولادة.

ورغم هذا، فقد حملت للمرة الثالثة ولم تتمكن أيضا من أن تضع مولودها بأحد المستشفيات، وساعدتها جارتها من جديد؛ وعندها زادت إصابتها بالناسور سوءا. وعندما لم يعد بمقدور شيماء أن تحتمل آلام إصابتها، أخذتها أسرتها إلى أقرب مستشفى.

 

تمت إحالتها على الفور إلى وحدة معالجة حالات الناسور الولادي في مستشفى الثورة في صنعاء حيث خضعت لعملية ناجحة وتخلصت اخيرا من الناسور.

قالت شيماء لصندوق الأمم المتحدة للسكان: "اختفى الألم الآن. أشعر وكأنني ولدت من جديد."

 

ساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان في تأسيس وحدتين لعلاج الناسور الولادي في اليمن، بما في ذلك وحدة معالجة الناسور في مستشفى الثورة في صنعاء حيث تم علاج شيماء بنجاح. © صندوق الأمم المتحدة للسكان اليمن 

الناسور الولادي هو أحد الإصابات الخطيرة والمأساوية التي تحدث أثناء الولادة. وتنجم هذه الحالة عن الولادة المطولة والعسيرة من دون الحصول على العلاج الطبي عالي الجودة وفي الوقت المناسب. وهو يؤدي لتسرب البول أو البراز أو كليهما، ويؤدي في كثير من الأحيان لمشكلات طبية مزمنة والإصابة بالاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

ويقدر بأن هناك أكثر من مليوني امرأة في أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا والمنطقة العربية وأمريكا اللاتينية والكاريبي، يتعايشن مع الناسور، فيما هناك ما بين 50,000 إلى 100,000 حالة جديدة تظهر سنويا. ومع هذا فمن الممكن تماما الوقاية من الناسور.

ولقد ساعد صندوق الأمم المتحدة للسكان في تأسيس وحدتين لعلاج الناسور الولادي في اليمن. وعلى سبيل المثال، فقد تم إجراء 28 جراحة ناجحة ومجانية لعلاج الناسور في مستشفى الثورة في صنعاء خلال الشهور الأخيرة.

وفي جنوب البلاد، 90 في المائة من جراحات الناسورتمت بنجاح  وذلك بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان. وفضلا عن هذا، فقد أنشأ صندوق الأمم المتحدة للسكان ودعم إنشاء شبكة تضم المتطوعين المجتمعيين والقابلات وخبراء الصحة الإنجابية والنواسير الولادية  في غالبية المحافظات لمساعدة النساء اللواتي يعانين من الناسور على الحصول على الخدمات داخل وحدات معالجة الناسور الولادي.